هل تتذكر؟
أصل كيانك؟
من أين أتيت؟
و لماذا أنت هنا؟
عندما تتنفس هل تحس بكل نفس؟
هل أنت هنا؟
من أنت؟
من أنا؟
قد أكون عشت طويلا في وحدة الروح، أستكشف مملكة الوجود، و كل الإحتمالات الغير متناهية
وفي مرحلة ما شعرت روحي بشغف لإكتشاف المزيد وحدث ذلك الإنفجار الجميل إنقسمتُ من خلاله إلى مليارات وتريليونات من الشظايا، نسخ، تجارب و احتمالات تخوض فيها روحي رحلة البحث عن جواب للسؤال “من أنا؟”
كل شيء بدأ من هذه النقطة
كل تجربة، شعور، فكرة، أو نسخة أعيشها هي تعبير لكل إحتمالاتي. لأكتشف ذاتي. مهما كانت التجربة، مهما كانت المشاعر. كلها تجعلني أقترب اكثر، كل لحظة، من الوعي بمن أنا
روحي من خلالي تخوض رحلة طويلة إلى الحكمة، للإجابة على “من أنا؟”. سؤال عميق يستحق أن أقف له و أغوص فيه لأستشعر وجودي
كوكب الأرض مغامرة من مغامراتي. نسختي البشرية، هي الشخصية التي إخترتها في لعبة حياتي الأرضية. مع هذه الشخصية عشت تجارب جميلة، مليئة بالمشاعر. التي تجذب العقل و كل الحواس البشرية.
عندما لا ننتبه و بدون أن نشعر نجد أنفسنا في دوامة، شبه غيبوبة، نفس الحركات، نفس الطريق، نفس الكلام و نفس الضحكة.
..وفي لحظة إستيقظت
..أخرجت رأسي من الماء و أخذت نفسًا عميقًا
الحياة قصة مغرية. كل المشاعر تجعلني أشعر بأني موجود. فأصبح مدمنًا على الحزن، الفرح، الحب…
..وفي لحظة.. سمعت صوتاً بداخلي
صوتا واحدا من الداخل قطع كل جاذبية التجارب البشرية. صوت قوي، صوت عالي، صوت يخترق و يتغلغل في كل خلية
من أنا ؟
في وسط كل هذه التجارب التي أصبحت متكررة مع مرور الحيوات.
كانت مفيدة لكن شعرت أني استخلصت منها كل الحكمة التي خدمتني.
عندما ينفد الصبر والقدرة على التسليم للدوّامات المتكررة للوجود البشري، شيء عميق ينبع من الداخل،
“! سئم وصرخ: “لا مزيد
خيار لا يترك الخيار. لا يمكن للإنسان إلا أن يتخذه، ثم يبدأ كل شيء آخر في الحدوث.
هذه المرحلة غير مريحة، وكأن شيئًا ما يجب أن يتغير، وعلى الرغم من كل محاولات التأقلم، شعور عميق بعدم الإنتماء
حان وقتك أنت للخروج من الدوامة البشرية التي، على الرغم من جمالها في كثير من النواحي، ليست حالتك الطبيعية
قد تشعر وكأن هناك شيئًا خاطئًا فيك، لكننا مررنا بذلك ونحن هنا لنخبرك أنك لست مجنونًا ولست وحدك.
..لقد إستيقظت ..إنها الصحوة
مستعد أن أرجع إلى البيت
مستعد أن أجتاز كل المراحل في رحلتي إلى التنوير. وأنا واعي أن الطريق لن يكون دائما مستقيما.
سأتقدم نحو نسخة جديدة مرات، وأحس بالرغبة في زيارة نسخي القديمة مرات أخرى. حتى تتوحد كل نسخي و نرجع معا إلى البيت : انا ما انا
تتعدد الطرق التي يعيش كل واحد منا الصحوة. كلمة تقرأها في مقالة، مشهد تراه في الشارع، نقاش مع صديق أو حدث مهم يهز الكيان و يغير نظرتك للحياة
الصحوة هي اللحظة التي تستشعر فيها بعمق أنك أكبر من كل هذا. أنت جزء من شيء أعظم، وكل البشر حولك هم أرواح عظيمة تخوض نفس الرحلة
الصحوة بريئة مفعمة بالبهجة، مليئة بالإثارة. فيها جوع كبير للمعرفة و الإستكشاف. ومع ذلك، فهي أيضًا فترة يمكنك فيها بسهولة الإنحراف عن المسار
يمكن أن تختار الإستمرار في هذه المرحلة و تتلذذ بالنعيم والفرح الناتجين عن الصحوة، و يمكن أن تشعر بإحجام عن المضيّ قدمًا لأن شيئًا بداخلك يمكنه أن يشعر بما سيأتي بعد ذلك.
ستتوهّم أن الآتي فوق وسعك خوفاً من المجهول ، ورغبة في البقاء على ما أنت عليه، لأن ذلك الطريق سوف يجعلك في منطقة الأمان الذي خلقته لتعتاد على نمط واحد في تفاعلك مع الحياة.
من السهل المماطلة، والرغبة في البقاء على ما أنت معتاد عليه، ولكن حالة الركود مستحيلة و الرحلة لابد أن تستمر
سوف تقودك رغباتك التي تحاول أن تخفيها إلى طريق التنوير ، ما عليك إلا الإعتراف بها بصوت مسموع. أن تتحمل مسؤولية هذه الرحلة وتقودها بوعي وتتناغم مع ذاتك العليا وروحك النقية لترسم الطرق والتجارب التي ترغب في عيشها
قد تعيش مرحلة من الإنهيار ، يسميها البعض “الليلة المظلمة للروح ” ، و هي من أكثر المراحل تحديًا على الإطلاق. إنها الزلزلة، المرحلة التي تنهار فيها الأوهام وأنماط الطاقة القديمة. كل البرامج والرموز التي كانت موجودة
لقد حان الوقت لـ “كل ما لست عليه” ليتلاشى، ويكشف في النهاية عن كل ما أنت عليه.
تبدأ الأشياء في الانهيار
ربما تختفي الوظيفة، وتنهار العلاقات، يمكن أن تلاحظ تغيرات في جسدك المادي لأنك تعرفت عليه عن كثب.
شعور بالغرابة، لم تعدد تتعرف على كل ما كنت تعرّف به ذاتك ، حتى أنك لاتشعر بأن لك أصدقاء، وفي أي مكان تجد نفسك وحيدًا وشغفك اختفى
الفخ هنا أن تحاول التمسك بكل ما اعتدت عليه لسنوات أو لحيوات. السر في التخلي، دع كل شيء يذهب. كلما تمسكت به، كلما أصبح الأمر أصعب. وقد تتساءل عن الوجود نفسه حتى لا يتبقى أي صراع.
أخيرًا، في حالة من الإرهاق، يأتي الاستسلام للشيء الوحيد المتبقي: الوعي بالذات.
تسقط كل المقاومات. لا توجود أي رغبة في التمسك بالأشياء التي إعتمدت عليها لأعرِّف ذاتي و أحميها خوفًا من البقاء وحيدا. هذه الأشياء كانت هي الصورة التي يراني من خلالها الجميع لم تعد هويتي الوحيدة التي أتعرف من خلالها على ذاتي
“عندما انهار كل شيء، “ما زلت هنا. أنا موجود
أشعر بتحرر عظيم يتخلل جسدي ومشاعري وأفكاري، وتوسع مع كل لحظة. سكون ومراقبة لكل شيء يرغب في السقوط أن يسقط.
بعد الوصول إلى اللاشئ ، ستشعر في النهاية أنك تعود إلى الحياة، ولكن ليس بالطريقة التي كنت تعرفها من قبل. ربما تكون قد أصبحت أكثر تسامحًا مع نفسك. ربما تكون مستعدًا للسماح للحياة بالتطور بشكل طبيعي، تمامًا كما يحدث عندما تخرج الفراشة من شرنقتها. هناك شعور جديد بالنضج والحكمة يتطور في داخلك، ومع ذلك تشعر بالضعف الشديد، وتتساءل عما إذا كنت ستتمزق مرة أخرى.
الانبعاث لا يتعلق فقط بإعادة خلق نفسك
إنه يتعلق أيضًا بمواجهة وإطلاق جوانب خفية ومنسية من الشعور بالذنب والعار، والتي يتم إحضارها إلى وعيك.
المرحلة التي تلتقي فيها بروحك. الجزء الحكيم من كيانك الذي يحول كل تجربة إلى حكمة. هذا الجزء منك سيدعمك بصدق دون مجاملات. لن يصلح لك الأمور، لكنك ستجد الحكمة اللازمة لمواجهة كل لحظة
الانبعاث هو ولادة جديدة منك لنسخة جديدة بنمط حياة جديد تحدث أثناء توحيدك لكل تلك النسخ منك وعودتها إليك ورؤيتك لها والشعور بها واحتوائها والإحتفال معها باستقبال حكمتك
أصبح لديك القدرة أن تستبدل تلك العدسة التي كُنت ترى من خلالها أو أن تتخلى عنها وتحلق بين الأبعاد لترى وجهات نظر مختلفة لكل الأحداث التي تحدث لك بالرحلة وجميعها اتفقت على أن تخدمك أنت وحدك فلطالما كانت طاقتك دائماً في خدمتك
ما تؤمن به سيخلق من أجلك
“لحظة ادراك عميقة. “أنا من أنا
إحساس من القلب لا توصفه الكلمات .
هو إحساس نعيشه ، حالة نابعة من داخل كياننا. سلام و تناغم مع كل الخلق و المخلوقات.
أنا من أنا ، أنا موجود من البداية و ليس لدي نهاية. قد يأتي ذلك في اعتراف عميق واحد أو في لحظات صغيرة عديدة.
يطلق عليها اسم التنوير أو الاستنارة
في هذه المرحلة يسلط الضوء على كل ما أنا و حقيقتي الأزلية كروح في تجربة أرضية.
كل شخص و كل حدث جزء لا يتجزأ من الصورة الكبيرة، أتعرف من خلاله على تلك الأجزاء الخاصة بي في رحلتي إلى الإستنارة. كل لحظة من وجودي داعمة للحظة التي تليها.
في هذه المرحلة، يتجاوز المرء الحاجة إلى الكمال، يتقبل و يحضن جميع جوانبه دون شروط و بأعظم قدر من التعاطف. إنها نهاية وهم السعي لمحاولة تغيير العالم أو إصلاح الذات. الإنسان فقط يسمح للتنوير و يستقبله.
الإدراك حالة من الوعي النقي تجعل المرء يستسلم في النهاية. لم يعد هناك ما نعمل عليه، ولا مزيد من الأهداف، ولا شيء لتحقيقه، فماذا بعد؟
لماذا البقاء على الأرض؟
تعودنا أن نتحرك من مساحة الشخصية البشرية و تعريفاتها. بشكل نعتقده الأنسب للحياة. خطط، قواعد وقوانين تجعلنا نتحرك بهلع ورغبة في تحقيق العديد من الإنجازات.
عندما تسقط كل التعريفات و كل رغبات الشخصية البشرية نجد نفسنا في فراغ قد يفقدنا التوازن.
شعور صعب لكن يفتح الأبواب لجنة الروح. حالة من الحب تجلب الإدراك بعمق لشغف الوجود، و إستشعار الحياة بطريقة لم تختبرها من قبل، إلى الاستمتاع بجمال هذا الكوكب، لتشع بنورك بكل بساطة ودون أي أجندات و توقعات
أن تكون مستنيرا في رحلتك الخاصة وتقودها بوعي هو أن تسمح لطاقتك أن تخدمك وتتعرف على الرابط بين الوعي والطاقة وتلعب لعبة الحياة بمتعة لتشاركك روحك وعقلك وجسدك الرحلة وتجرب وتعبّر وتتوسع، وتتطوّر إلى النسخة التي ترغب بها وشكل الحياة الدقيق بالنسبة لك
NEA EDITION
فريق عمل اكاديمية الطاقة الجديدة