تحدثت كثيرا عن التنين في دوراتي الاخيرة و شرحت بانه رمز للوضوح clarity. وهو المرحلة الاخيرة التي يمر بها كل شخص قبل التنوير.
عندما تتضح الصورة الكاملة و يصبح لكل شيء معنى و نفهم بانه لا يوجد صح او خطا، نجاح او فشل بل كل شي حدث معنا كان مناسب جدا في رحلتنا لاكتشاف الذات بكل نسخها.
التنين قد يكون قاسيا احيانا لو قاومنا الاشياء التي ستظهر على السطح و استمرينا بالهروب منها و كبتها في الداخل. واهمها مشاعر الذنب و العار التي تولدت من تجارب الماضي و النظرة السلبية تجاه الذات.
مواقف قد نعتقد باننا تجاوزناها او محيناها من ذاكرة العقل لكنها كونت جرحا في القلب لم يلتئم بعد.
عندما ترى بوضوح ستكتشف ان الضحية هو نفسه المبتز من زاوية اخرى او في موقف اخر.
مثلا الطفل الذي يتعرض الى تحرش هو ضحية لكنه غالبا ما يصبح المبتز عندما يكبر لانه يحمل معه مشاعر ذنب و عار تجعله يشعر بانه غير كفاية و يبدأ بالتغذية على طاقة الاخرين.
الفتاة التي عاشت مع اب قاسي و عصبي او مبتز غالبا ما تبحث عن رجل مختلف عن والدها تماما و قد تتزوجه ليس لانها تحبه لكن فقط لتشعر ببعض الامان.
غيرها الكثير من المواقف التي نلعب فيها جميع الادوار. قد لا نذكرها بعضها و هنا يأتي دور التنين الذي سيذهب الى كل ركن من حياتنا و يجلب كل موقف غير محسوم يحمل معه العار و التأنيب.
هو قاسي احيانا لكنه ايضا صديق حميم. يوفر عليك عناء البحث و الرجوع الى الوراء ليظهره امامك عندها كل ما عليك فعله هو المواجهة، السماح للمشاعر بالظهور، نفس عميق ثم استقبال المغفرة و التسامح كهدية من روحك وهي تخاطبك كل شيء على ما يرام، انت الان نقي و بأمان.
لا تستمر بالهروب من ذاتك و جر مشاعر الذنب و العار و التأنيب معك من الماضي الى المستقبل. بل توقف وواجه التنين الذي في داخلك، انظر بعينه في المرآة، تنفس و احرق تلك المشاعر التي تثقلك لتتحول الى طاقة نقية تخدمك، ثم استقبل نسختك الجديدة التي كلها نور و حب حقيقي للذات.
علا شوقي