الخلق بوعي

كل شيء يحدث بحضور الوعي

ببداية رحلة الوعي, عندما نستيقظ  من ذلك السبات العميق. تبدأ رحلة التجربة.


نبدأ في تجربة لحظات من الوعي والإدراك ومن ثم نعود إلى ذلك المكان الذي أعتدنا عليه.مريح وآمن. لحظات الوعي تصبح مخيفة نوعًا ما لأننا نواجه حقيقة كل ما نحن عليه. دائرة أفكارنا مألوفة و جميلة. 


الوعي يجعل منا أشخاصاً مسؤولين، ويعطينا كل الدعم في رحلتنا الخاصة.


أحب أن أشاركك اليوم، أنت، حقيقة الروح. كل هذه المخاوف حقيقية بالنسبة للعقل البشري. ومع ذلك هي مجرد ميكانيكية حماية. هي إستراتيجية خلقها العقل بذكاء ليحميك من الحقيقة. لكنك مستعد اليوم لإستقبال كل الحقيقة و أنت على يقين إنك ستحصل على كل الدعم الذي سيخدمك. 

أحب اليوم أن آخذ بيدك و نتحرر من كل هذه الأوهام. 


لنتوقف أنا وأنت قليلاً.


نأخذ نفس عميق..


ونبدأ في السفر حول خطوط الزمن التي عشناها.


منذ بداية رحلة الوعي إلي اللحظة الراهنة. كل لحظة وعي هي توسع وإدراك لماهية كل ما أنا. 

أنا مدرك بأهمية كل التجارب التي خضتها في رحلتي الأرضية. من خلالها تعرفت على كل قدراتي و إمكانياتي. على كل ما أنا. وعلى الهدف من كل الأدوار التي لعبتها حتى الآن و كيف خدمتني. بطريقة أو بأخرى.


أتنفس بعمق وأستشعر وجودي

أشعر بإمتداد كياني

حضور يملأ اللاشئ

حالة إدراك عميقة

إتصال وتناغم مع الكل شيء

حتى أشعر بشيء يجذبني، يجرني إلى اللاوعي.


مرة أخرى أختفى الوعي، أو لم أعد أدركه بالأحرى. 

لكن هذه المرة لاحظت هذه العملية. هذه المرة كنت حاضر .


وأنت ؟ 

ما مدى حضورك؟  

ما مدى حقيقتك في اللحظة؟ 

ما مدى وعيك؟

إلي أي مدى تسمح لنفسك بالإدراك؟


رغم المرحلة الجميلة التي وصلت لها، زادت لحظات وعيك التام، 


ولكن لا يزال هناك هذا الصراع ذهابًا وإيابًا. لديك تساؤلات كثيرة، و تحس بلحظات ضياع، كل ما أدركته تشعر بحقيقته في كل كيانك، منطقي بالنسبة لك، لكن هناك لحظات الشك و تتساءل عن كل هذه المفاهيم الجديدة بالنسبة لعقلك ؛ الروح ؟ الوعي ؟


سأطلب منك الآن، بدون أي مشتتات ، أن تشعر بوجودك، وأن تكون واعياً بوجودك. وقبل أن تفعل ذلك، أخرج من عقلك. هو من مكونات اللحظة ليس قائدها. 


خذ نفسًا عميقًا..


ما مدى حضورك الآن؟ 

ليس في مكان آخر، بل هنا. ما هو حضورك؟



داخلنا برمجة عقلية على الإفراط في التفكير. وقد نعتقد أن هذه الأفكار التي تنهمر علينا دون توقف هيا ما يشعرنا بأننا على قيد الحياة . هكذا هي البشرية الآن، كل شيء يصبح عقليًا، تحاول التفكير في الإجابة. لكن لن تنجح.


بعد أفكار ومحاولات كثيرة قد تصل إلى تلك النقطة التي تقول فيها، أستسلم، ليس لديا ادنى فكرة، لا أفهم. لا تشعر بالإحباط هذه أفضل إجابة. الإجابة الأنسب. هذه هدية أستقبلها ولا تقفل باب الإدراك. هذه الحالة هي التى تفتح إدراكك لكل ما لا يفهمه عقلك. 


ما هو حضورك ؟ 

هل أنت في جسدك؟ 

لا. لا، لست كذلك. 

هل أنت في عقلك؟ إلى حد ما، نعم 

هل أنت حاضر بالكامل ؟ 

لا، ولا بأس بذلك. على الأقل أنت مدرك لذلك، كما ترى. وهذه هي البساطة والجمال في الأمر.


هل أنت حاضر؟ 


عندما تبدأ  في إدراك ذلك من خلال، حواسك الجسدية، ومن خلال عقلك، ويبدأ العقل في القول، هل أنا حاضر؟ومن ثم من خلال حدسك، ستبد ء أخيرًا في الشعور بأنك أكثر حضورًا. ستبدأ في الشعور بمزيد من الأشياء من حولك.


ستكون أكثر وعيًا بحضورك.


وتأتي تلك اللحظة التي تدرك فيها ما هو حاضر، ما هو موجود هنا، مثل تلك اللحظات التي أستشعر فيها إحساس يدي و هي تلمس جلد هذه الأريكة ، مشاعري إتجاه صديق عزيز، منظر قطي و هو يأكل بشراهة و كان الحياة أنحصرت في هذه اللحظة، صوت العصافير و النوطات التي تلعبها أغصان ريح سبتمبر المليئة بحماس البدايات الجديدة،  معترفاً بمشاعر الرفض التي أحسستها عندما رفضت، مدرك لشعور  الانتقام الذي رسمت من خلاله حياتي لأثبت أني استحق الحبكل مشاعر العار و النقص، كل إنسانيتي و كل متناقظاتها..  


في هذه اللحظة أدرك بوضوح ما هو حاضر، ما هو موجود هنا، هي نفس اللحظة التي أفهم فيها ما هو غير موجود. ما كنت أحجمه عن إدراكي  وغير مستعد لإستقباله . أنا في حالة  من الوعي الخالص يتجاوز كل الأفكار و أصوات العقل. أشعر بتوحيد نسختي البشرية مع روحي. 


أستشعر حقيقة أنني موجود وهذا كل ما يهم. أنا موجود.


كل جزء، كل قطعة، كل جانب، كل فكرة، كل شعور. أنا واعٍ تمامًا، أنا موجود. أنا في حالة حضور.


حالة الوعي قد ترضي درجة من عقلك؛ جزء آخر من عقلك أكثر ارتباكًا من ذي قبل. ولكن على الأقل تفهم 

 بل و تشعر الآن، هذا ما يحدث لي.” أنت أكثر حضورًا، وأكثر وعيًا، وأكثر إدراكًا.


تجربتك لحالة الحضور والإدراك في بداية رحلة الوعي هو بداية ممارستك لتجسيد لحظات الوعي إلي أن تسمح لذاتك بأن تستقبل الحالة الطبيعية لك بأن تكون واعي كلياً بهذه الرحلة الأرضيّة.


السماح للوعي و إستقباله يجعلك أنت الوعي.  هنا تبدأ في أستقبال كل الحكمة الخاصة بك، حكمة روحك.

هذه هي لحظات الوعي،  أن تستقبل الإدراكات الجميلة التي وصلت لها روحك من كل تلك التجارب السابقة وتتوسع معاها لتعيش تجارب واعية ولحظات إدراك اكبر و أكبر إلى مالانهاية. 


وعيك هو أوسع من التواجد في اللحظة. هو يحتوي لحظة تواجدك و يتوسع إلى حضورك و ما تسمح لنفسك أن تدركه.


وعيك هو حضورك، حضورك الآن .

أنت موجود هنا، جالس هنا. 


وعيك هو إدراكك لحواسك وعقلك وإحساسك . 


الوعي لا ينشأ من المادة، إنه المصدر.

عملية الخلق تعتمد على وجود الوعي، إدراك الوعي، إستشعار الوعي للتعبير عنه.

دون إدراكك للوعي الخلق يضل يسبح في فضاء الامكانيات. دون وعي لا وجود. الوعي هو نقطة خلق أي تجربة. لا شيء يحدث حتى يتم إدراكه. الوعي هو مفتاح كل شيء.

NEA EDITION

فريق عمل اكاديمية الطاقة الجديدة

Aula SHAWKI

اشترك بمجلة اكاديمية الطاقة الجديدة لمتابعة كل جديد

شارك هذه المقالة

Share on Facebook
Share on Twitter
Telegram
WhatsApp

اضف تعليقاً

مقالات مهمة

إرسال طاقة حب وشفاء عن بعد

لكل شخص منا كمية طاقة لا منتهية جاهزة لخدمتنا في اي وقت، بإمكاننا استخدام هذه الطاقة الحرة للشفاء الذاتي أو إرسالها لأشخاص اخرين لتساعدهم على

اقرأ المزيد »

البعد الثالث

البعد الثالث .. حيث وجودنا المادي متجسد هو في الحقيقه ليس بيتنا الحقيقي لكن هو المكان الذي يجب ان نعالج فيه ونتخلص من الكارمات السابقه

اقرأ المزيد »
Copyright 2024 © All rights Reserved. Designed by CREATIVE ZONE