في زحمة الحياة، كثيرًا ما نعامل مشاعرنا وكأنها مشكلة تحتاج لحل عاجل. نرفض، نحلل، نهرب… لكن، ماذا لو كانت هذه المشاعر في حقيقتها لغة الروح؟ رسالة هامسة تقول لنا: “أنا هنا، فقط أنصت لي”.
المشاعر ليست خطأ… بل باب
حين تظهر المشاعر، لا تفعل ذلك لتُربكنا، بل لتُرينا شيئًا أعمق. هي طاقة حيّة تحمل بين طيّاتها احتياجًا، ذكرى، أو ربما تحولًا داخليًا. عندما نتوقّف عن محاربتها، ونمنحها مكانًا بيننا، تبدأ في الهمس بما لا يُقال.
العقل يُحلل، أما الشعور… فيكشف
العقل يحب أن يفهم ويصنّف. لكنه أحيانًا يعلّقنا في القصص. أما الشعور، فهو صادق. لا يحتاج إلى منطق، فقط إلى حضن. وعندما نصغي له بصدق، يبدأ في الذوبان… كأن مهمته قد انتهت.
كل شعور يريد أن يُحتضن، لا أن يُحلّ
هناك لحظات لا نحتاج فيها لأي تفسير. فقط أن نكون. أن نجلس مع الشعور كما هو، بلطف، وبلا استعجال. وهذا ما يخلق التحوّل الحقيقي: الحضور، لا التحليل.
نَفَس القلب… طريق للسلام
التنفس الواعي، خاصة من القلب، يمكن أن يكون أداة بسيطة وعميقة لاحتواء مشاعرنا. شهيق ناعم… نسمح للشعور بالظهور. زفير هادئ… نتركه يتحرك، بحرية.
لا شيء اسمه شعور “سلبي”
الخوف؟ الغضب؟ حتى الغيرة؟ كلها تحمل نورًا، حين نختار أن نراها بعين الوعي. ومع كل لحظة لطف نمنحها لأنفسنا، نقترب أكثر من جوهرنا الحقيقي.
خطوات صغيرة… لحضور كبير
1. أوقف القصة، وابدأ بالشعور
اسأل نفسك: “أين أشعر بهذا في جسدي؟” وكن حاضرًا دون تفسير.
2. تنفّس من قلبك
تخيّل النفس يمر عبر القلب. احتضن الشعور في الشهيق، واسمح له بالتحرّك في الزفير.
3. استمع لجسدك
انتبه لأي توتر أو حرارة أو خفقان. الجسد يتكلم بلغة صامتة لكنها حقيقية.
4. اسأل الشعور عن هديته
ما الذي أتى ليعلّمني؟ حتى لو لم تجد الإجابة فورًا، السؤال بحد ذاته بوابة.
5. اختم بالاحتواء
ضع يدك على قلبك وقل: “أنا أحتوي كل ما أنا عليه، بحب، وبدون مقاومة.”
وفي النهاية…
المشاعر ليست ما نحتاج أن نُشفى منه، بل ما نحتاج أن نستمع إليه.
ومع كل لحظة حضور، نعود لأنفسنا… نعود إلى الروح.
وهناك، تبدأ رحلة من العمق، والسلام، والحب.