بدأت القطبية او ما يسمى احيانا بقانون الاقطاب او المتضادات، كأداة جميلة لمعرفة الذات من خلال انعكاساتها كالمرآة.
فخلقت تلك التجليات من النور و الظلام، الانوثة و الذكورة بصفاتها المتعددة من الاخذ و العطاء، الحركة و السكون، السعي و الكينونة.
يرقصون معا في تناغم جميل من القطبية و الاندماج، التوسع و الانقباض، الارتقاء و الانغلاق، في علاقة مقدسة كونية. الى ان استخدمت في المقارنات و التفضيل و محاولات من السيطرة و التذليل. فشوهت تلك الاداة و اصبحت تستخدم للابتعاد عن الذات و انفصال بين القطبين و جرح و هجران.
طغى فيها احدى الطرفين و طمر الاخر بالقوة و التخويف الى ان اصبح ضعيفا خاويا يستخدم فقط كاداة لارضاء الطرف الربحان.
حتى ان الاوان لصحوة حوا من سباتها لتستعيد مكانتها و تضيء بنورها ذلك الظلام و تبدأ جميع الاوان بالظهور كقوس قزح يرقص بفرح، مرة ابيض و اخرى اسود و ما بينهما من الاطياف التي كانت او ستكون.
فبعد ان تعلمنا ما هي القطبية و عشنا معنى الانفصال و الوحدانية لنأخذ منها الحكمة و نرتقي سوية الى وعي جديد و توحيد للاقطاب، لا نحتاج فيه المتضادات لمعرفة الذات، لانها كل ما هناك، كل ما كان و كل ما هو ات.